Penciptaan Langit dan Bumi
فَصْلٌ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ [الزمر: ٦٢] . فَكُلُّ مَا سِوَاهُ تَعَالَى فَهُوَ مَخْلُوقٌ لَهُ، مَرْبُوبٌ مُدَبَّرٌ، مُكَوَّنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ، مُحْدَثٌ بَعْدَ عَدَمِهِ، فَالْعَرْشُ الَّذِي هُوَ سَقْفُ الْمَخْلُوقَاتِ إِلَى مَا تَحْتَ الثَّرَى وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ مِنْ جَامِدٍ وَنَاطِقٍ، الْجَمِيعُ خَلْقُهُ وَمِلْكُهُ وَعَبِيدُهُ وَتَحْتَ قَهْرِهِ وَقُدْرَتِهِ وَتَحْتَ تَصْرِيفِهِ وَمَشِيئَتِهِ. ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الحديد: ٤] . وَقَدْ أَجْمَعَ عُلَمَاءُ الْإِسْلَامِ قَاطِبَةً لَا يَشُكُّ فِي ذَلِكَ مُسْلِمٌ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ الْحَكِيمُ، وَاخْتَلَفُوا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ أَهِيَ كَأَيَّامِنَا هَذِهِ، أَوْ كُلُّ يَوْمٍ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ كَمَا بَيَّنَّا ذَلِكَ فِي التَّفْسِيرِ وَسَنَتَعَرَّضُ لِإِيرَادِهِ فِي مَوْضِعِهِ.
وَاخْتَلَفُوا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ أَهِيَ كَأَيَّامِنَا هَذِهِ، أَوْ كُلُّ يَوْمٍ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ كَمَا بَيَّنَّا ذَلِكَ فِي التَّفْسِيرِ وَسَنَتَعَرَّضُ لِإِيرَادِهِ فِي مَوْضِعِهِ.
وَاخْتَلَفُوا هَلْ كَانَ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ قَبْلَهُمَا؟ فَذَهَبَ طَوَائِفُ مِنَ الْمُتَكَلِّمِينَ إِلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمَا شَيْءٌ، وَأَنَّهُمَا خُلِقَتَا مِنَ الْعَدَمِ الْمَحْضِ. وَقَالَ آخَرُونَ بَلْ كَانَ قَبْلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَخْلُوقَاتٌ أُخَرُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ [هود: ٧]
وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ كَمَا سَيَأْتِي «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ شَيْءٌ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ» . وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ لَقِيطِ بْنِ عَامِرٍ الْعُقَيْلِيِّ أَنَّهُ قَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟ قَالَ: كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَمَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ، ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ» . وَرَوَاهُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِهِ وَلَفْظُهُ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟ وَبَاقِيهِ سَوَاءٌ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ، وَابْنِ مَاجَهْ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثَلَاثَتُهُمْ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ، وَاخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ فِي أَيِّهَا خَلَقَ أَوَّلًا؟ فَقَالَ قَائِلُونَ: خَلَقَ الْقَلَمَ قَبْلَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، وَهَذَا هُوَ اخْتِيَارُ ابْنِ جَرِيرٍ وَابْنِ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرِهِمَا قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَبَعْدَ الْقَلَمِ السَّحَابَ الرَّقِيقَ وَاحْتَجُّوا بِالْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ اكْتُبْ فَجَرَى فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . لَفْظُ أَحْمَدَ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، وَالَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ فِيمَا نَقَلَهُ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمَذَانِيُّ وَغَيْرُهُ ; أَنَّ الْعَرْشَ مَخْلُوقٌ قَبْلَ ذَلِكَ. وَهَذَا هُوَ الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ حَيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» .
قَالُوا: فَهَذَا التَّقْدِيرُ هُوَ كِتَابَتُهُ بِالْقَلَمِ الْمَقَادِيرَ، وَقَدْ دَلَّ هَذَا الْحَدِيثُ أَنَّ ذَلِكَ بَعْدَ خَلْقِ الْعَرْشِ، فَثَبَتَ تَقَدُّمُ خَلْقِ الْعَرْشِ عَلَى الْقَلَمِ الَّذِي كَتَبَ بِهِ الْمَقَادِيرَ كَمَا ذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ الْجَمَاهِيرُ. وَيُحْمَلُ حَدِيثُ الْقَلَمِ عَلَى أَنَّهُ أَوَّلُ الْمَخْلُوقَاتِ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصِيْنٍ قَالَ: «قَالَ أَهْلُ الْيَمَنِ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ؟ فَقَالَ: كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ» . وَفِي رِوَايَةٍ: مَعَهُ وَفِي رِوَايَةٍ: غَيْرُهُ «وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وَخَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ» . وَفِي لَفْظٍ «ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ» . فَسَأَلُوهُ عَنِ ابْتِدَاءِ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلِهَذَا قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ، فَأَجَابَهُمْ عَمَّا سَأَلُوا فَقَطْ، وَلِهَذَا لَمْ يُخْبِرْهُمْ بِخَلْقِ الْعَرْشِ كَمَا أَخْبَرَ بِهِ فِي حَدِيثِ أَبِي رَزِينٍ الْمُتَقَدِّمِ.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ خَلَقَ اللَّهُ ﷿ الْمَاءَ قَبْلَ الْعَرْشِ رَوَاهُ السُّدِّيُّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالُوا: «إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَلَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا غَيْرَ مَا خَلَقَ قَبْلَ الْمَاءِ»، وَحَكَى ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أَنَّهُ قَالَ: أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ ﷿ النُّورُ وَالظُّلْمَةُ، ثُمَّ مَيَّزَ بَيْنَهُمَا فَجَعَلَ الظُّلْمَةَ لَيْلًا أَسْوَدَ مُظْلِمًا، وَجَعَلَ النُّورَ نَهَارًا مُضِيئًا مُبْصِرًا قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَقَدْ قِيلَ إِنَّ الَّذِي خَلَقَ رَبُّنَا بَعْدَ الْقَلَمِ الْكُرْسِيُّ، ثُمَّ خَلَقَ بَعْدَ الْكُرْسِيِّ الْعَرْشَ، ثُمَّ خَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ الْهَوَاءَ وَالظُّلْمَةَ، ثُمَّ خَلَقَ الْمَاءَ فَوَضَعَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ. وَاللَّهُ ﷾ أَعْلَمُ
—
---
"Sebuah pembahasan mengenai penciptaan langit dan bumi"
Allah Ta'ala berfirman dalam kitab-Nya yang Mulia: 'Allah adalah Pencipta segala sesuatu, dan Dia adalah Pengurus atas segala sesuatu.' (Q.S. Az-Zumar: 62). Oleh karena itu, segala sesuatu selain Allah adalah ciptaan-Nya, yang diciptakan, dirangkai, dan dibentuk setelah sebelumnya tidak ada, yang dijadikan setelah tidak ada, sehingga Arsy yang merupakan atap ciptaan mencakup segala sesuatu yang ada di bawah langit dan di atas bumi, baik yang benda mati maupun yang hidup. Semua itu adalah ciptaan-Nya, kerajaan-Nya, hamba-hamba-Nya yang berada di bawah kekuasaan-Nya dan kekuatan-Nya, serta tunduk pada kehendak-Nya dan perintah-Nya. 'Dia menciptakan langit dan bumi dalam enam hari, kemudian Dia bersemayam di atas Arsy. Dia mengetahui apa yang masuk ke dalam bumi dan apa yang keluar dari dalamnya, apa yang turun dari langit dan apa yang naik ke atasnya. Dan Dia bersama kalian di mana pun kalian berada. Dan Allah Maha Melihat terhadap apa yang kalian kerjakan.' (Q.S. Al-Hadid: 4). Para ulama Islam sepakat tanpa ragu bahwa Allah menciptakan langit dan bumi serta apa yang ada di antara keduanya dalam enam hari, sebagaimana yang ditunjukkan oleh Al-Qur'an yang Mulia. Namun mereka berbeda pendapat mengenai lamanya hari-hari tersebut, apakah sama dengan hari-hari kita sekarang, ataukah setiap harinya setara dengan seribu tahun dari penghitungan kita? Kami akan menjelaskan hal tersebut dalam penafsiran, dan kami akan membahasnya di tempat yang sesuai."
Dan mereka berselisih pendapat mengenai apakah sebelum penciptaan langit dan bumi ada sesuatu yang telah diciptakan sebelum keduanya. Beberapa kelompok pembicara berpendapat bahwa sebelum keduanya tidak ada apa pun, dan bahwa keduanya telah diciptakan dari ketiadaan mutlak. Sedangkan yang lain berpendapat bahwa sebelum langit dan bumi ada ciptaan lain, berdasarkan firman-Nya: "Dan Dialah yang menciptakan langit dan bumi dalam enam hari, dan Arsy-Nya berada di atas air." (Surah Hud: 7)
Dalam hadis dari Imran bin Husain sebagaimana yang akan disebutkan, "Allah itu ada dan tidak ada sesuatu sebelum-Nya. Arsy-Nya di atas air, dan Dia menulis segala sesuatu dalam Al-Qur'an. Kemudian, Dia menciptakan langit dan bumi." Imam Ahmad berkata, "Telah menceritakan kepada kami Bahz, telah menceritakan kepada kami Hammad bin Salamah, telah mengabarkan kepada kami Ya'la bin 'Ata', dari Waki' bin Hudas, dari pamannya, Abu Razin Laqit bin 'Amir al-'Uqaily, bahwa dia berkata, 'Wahai Rasulullah, di mana Tuhan kita berada sebelum Dia menciptakan langit dan bumi?' Beliau menjawab, 'Dia berada di dalam angkasa yang di atas-Nya adalah udara dan di bawah-Nya adalah udara. Kemudian, Dia menciptakan Arsy-Nya di atas air.' Dan telah diriwayatkan dari Yazid bin Harun, dari Hammad bin Salamah, dengan lafaz 'Di mana Tuhan kita berada sebelum Dia menciptakan segala ciptaan-Nya?' Dan sisanya sama. Dan telah diabadikan oleh At-Tirmidzi dari Ahmad bin Mani', dan Ibnu Majah dari Abu Bakr bin Abi Syaibah, dan Muhammad bin Ash-Shabbah, ketiganya dari Yazid bin Harun. At-Tirmidzi berkata, 'Hadis ini hasan.' Para ulama berbeda pendapat mengenai yang mana yang diciptakan terlebih dahulu. Ada yang mengatakan bahwa pena diciptakan sebelum semua hal ini, dan ini adalah pendapat Ibnu Jarir dan Ibnu Al-Jauzi dan yang lainnya. Ibnu Jarir berkata, 'Setelah pena, awan ringan.' Dan mereka mengambil argumen dari hadis yang diriwayatkan oleh Imam Ahmad, Abu Dawud, dan At-Tirmidzi dari Ubadah bin Ash-Shamit."
Rasulullah ﷺ bersabda, "Sesungguhnya yang pertama kali Allah ciptakan adalah pena. Kemudian, Allah berfirman kepadanya, 'Tuliskanlah!' Dan mulailah pena itu menulis segala yang akan terjadi hingga hari kiamat." Lafazh hadis ini diriwayatkan oleh Imam Ahmad, dan Imam Tirmidzi berkata, "Hasan, sahih, dan gharib." Mayoritas ulama, seperti yang disampaikan oleh Al-Hafizh Abu Al-Ala Al-Hamadhani dan yang lainnya, berpendapat bahwa Arsy (singgasana Allah) adalah ciptaan Allah sebelum itu. Ini adalah pendapat yang diriwayatkan oleh Ibnu Jarir melalui jalur Ad-Dahhak dari Ibnu Abbas, seperti yang diisyaratkan oleh hadis yang diriwayatkan oleh Imam Muslim dalam kitab Shahih-nya, di mana ia mengatakan, "Telah mengabarkan kepada kami Abu At-Thahir Ahmad bin Amr bin As-Sarh, telah mengabarkan kepada kami Ibnu Wahb, telah mengabarkan kepada kami Abu Hana'i Al-Khawlani, dari Abu Abdurrahman Al-Hubuli, dari Abdullah bin Amr bin Ash yang berkata, 'Saya mendengar Rasulullah ﷺ bersabda, "Allah menulis takdir makhluk-Nya sebelum Dia menciptakan langit dan bumi selama lima puluh ribu tahun.' Dia juga berkata, 'Dan Arsy-Nya berada di atas air."
Mereka berkata, "Maka inilah takdir-Nya, yaitu penulisan-Nya dengan pena takdir. Dan hadis ini menunjukkan bahwa itu terjadi setelah penciptaan 'Arsy. Maka menjadi pasti bahwa penciptaan 'Arsy mendahului pena yang digunakan untuk menulis takdir, seperti yang diyakini oleh mayoritas ulama. Hadis tentang pena menunjukkan bahwa itu adalah ciptaan pertama dari dunia ini, dan ini diperkuat oleh apa yang diriwayatkan oleh Bukhari dari Imran bin Husain, ia berkata, "Orang-orang Yaman datang kepada Rasulullah ﷺ untuk memperdalam agama dan untuk bertanya tentang awal peristiwa ini?" Rasulullah ﷺ menjawab, "Allah itu ada, dan tidak ada sesuatu yang ada sebelum-Nya." Dan dalam riwayat lain, ada tambahan, "Dan 'Arsy-Nya berada di atas air, dan Dia menulis dalam Lauhul Mahfudz segala sesuatu dan menciptakan langit dan bumi." Dan dalam lafaz lain, "Kemudian Dia menciptakan langit dan bumi." Mereka bertanya kepadanya tentang awal penciptaan langit dan bumi, dan itulah sebabnya mereka berkata, "Kami datang kepadamu untuk bertanya tentang awal peristiwa ini." Maka dia menjawab mereka hanya tentang apa yang mereka tanyakan, dan itulah mengapa dia tidak memberitahu mereka tentang penciptaan 'Arsy, seperti yang dia sampaikan dalam hadis Abu Razin yang sebelumnya disampaikan."
Ibn Jarir berkata: Dan yang lain mengatakan: Sebenarnya, Allah ﷻ menciptakan air sebelum 'Arsh. Ini diriwayatkan oleh As-Suddi dari Abu Malik, dan dari Abu Salih, dari Ibn Abbas, dan dari Murrah, dari Ibn Mas'ud, dan dari beberapa sahabat Rasulullah ﷺ yang mengatakan: "Sesungguhnya, takhta Allah ﷻ berada di atas air, dan Dia tidak menciptakan apa pun sebelum air." Ibn Jarir juga meriwayatkan dari Muhammad bin Ishaq bahwa dia berkata: "Hal pertama yang Allah ﷻ ciptakan adalah cahaya dan kegelapan. Kemudian, Dia membedakan antara keduanya dan menjadikan kegelapan malam yang gelap dan menjadikan cahaya siang yang terang dan menerangi." Ibn Jarir juga mengatakan: Telah dikatakan bahwa Tuhan kita menciptakan 'Arsh setelah pena, kemudian Dia menciptakan udara dan kegelapan, dan kemudian Dia menciptakan air dan menempatkan 'Arsh-Nya di atas air. Dan Allah ﷻ lebih mengetahui.
Al-Bidayah wa al-Nihayah - Ibn Kathir (t 774)
Komentar
Posting Komentar